للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

في قوله تعالى: {وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا} ١، وفي قراءة {لا مستقر لها} ٢، أي: أن الشمس ليس لها مستقر إنما هي دائماً تسير إلى أن يأذن الله تعالى بخراب الدنيا ولهذا إذا غربت على أناس طلعت على آخرين، وهذا لا ينافي ما ورد في الحديث الصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: " إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقر تحت العرش فتخر ساجدة ... الحديث" ٣؛ لأنه يمكن أنها إذا غربت عن أناس تسجد تحت العرش بالنسبة لغروبها عنهم وهي مستمرة في جريانها٤.

ثانياً: الانتظام البديع، فالشمس تسير في فلكها في مدة سنة، وهي في كل يوم تطلع وتغرب بسير سخرها له خالقها لا تتعداه ولا تقصر عنه.

والقمر يبديه الله كالخيط ثم يتزايد نوره ويتكامل حتى ينتهي إلى إبداره، وكماله ثم يأخذ في النقصان حتى يعود إلى حالته الأولى، قال تعالى: {لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} ٥، أي: لا يمكن أن توجد الشمس في الليل فتدرك القمر،


١ سورة يس، الآيتان: ٣٧، ٣٨.
٢ انظر: "تفسير ابن كثير": "٦/٥٦٢".
٣ أخرجه البخاري: "٨/٥٤١-فتح"، ومسلم: "رقم١٥٩".
٤ انظر: "شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري" للشيخ عبد الله الغنيمان: "١/٤٠٨". وانظر: "شرح السنة" للبغوي: ١٥/٩٥".
٥ سورة يس، الآية: ٤٠.

<<  <   >  >>