للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

سوداء في ظلمة الليل, وهو أن يقول: والله وحياتك يا فلانة، وحياتي. ويقول: لولا كلبة هذا لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار لأتى اللصوص، وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت، وقول الرجل: لولا الله وفلان، لا تجعل فيها فلان فإن هذا كله به شرك١.

فدل تفسير ابن عباس رضي الله عنهما على وجوب تجنب الألفاظ الشركية ولو لم يقصد الإنسان. وأن الشرك الأصغر خفي جداً، وفل من يتنبه له. ولما قال الصحابة رضي الله عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم كيف نتقيه؟ قال: قولوا: "اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئاً نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه" ٢.

وقوله: "وهذا كله شرك"، أي: أصفر أو أكبر حسب ما يكون في قلب المتكلم بمثل هذه الألفاظ٣.


١ أخرجه ابن حاتم في "تفسيره": "١/٦٢"، قال في "تيسير العزيز الحميد" "ص٥٨٧": "سنده جيد" اهـ. وقوله: "لا تجعل فيها فلان" لعله جاء على لغة ربيعة الذين يقفون على المنصوب بالسكون.
٢ أخرجه أحمد: "٤/٤٠٣"، والطبراني في "الأوسط" و"الكبير" كما في "المجمع": "١٠/٢٢٣" من طريق أبي علي الكاهلي عن أبي موسى رضي الله عنه قال المنذري "١/٧٦": "ورواته إلى أبي علي محتج بهم في "الصحيح". وأبو على وثقه ابن حبان ولم أر أحداً جرحه" اهـ. ومثله في "مجمع الزوائد".
٣ انظر: "القول المفيد": "٢/٣٢٣".

<<  <   >  >>