للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

في الحديث: "الدعاء مخ العبادة".

ــ

والشاهد من الآية هو أن الله جل وعلا سمى من دعا معه غيره كافراً وهذا لا منازعة فيه مهما كان هذا المدعو سواء كان ملكاً أو نبياً أو من هو دون ذلك.

قوله: "في الحديث: "الدعاء مخ العبادة" بدأ المصنف رحمه الله بالاستدلال على كل نوع من أنواع العبادة التي ذكرها. والمصنف رحمه الله سرد أنواع العبادة كما تقدم. وسنتكلم إن شاء الله على كل نوع منها بما بيسر من تعريف أو تقسيم أو سياق لبعض الأدلة زيادة على ما ذكر الشيخ رحمه الله من الأدلة. فبدأ بالنوع الأول وهو الدعاء؛ لأنه أهم أنواع العبادة لما ورد في حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدعاء هو العبادة" ١، فدل على أن الدعاء أهم أنواع العبادات من وجهين:

الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بضمير الفصل "هو" وضمير الفصل يفيد التوكيد.

الثاني: أنه أتى باللام في قوله "العبادة" فكأنه قال: "الدعاء هو العبادة لا غيرها".

والدعاء في القرآن الكريم يتناول معنيين:

الأول: دعاء العبادة هو دعاء الله امتثالاً لأمره فإنه سبحانه أمر عباده بالدعاء. فمتى دعوت الله سبحانه وتعالى ممتثلاً أمره فإن دعاءك عبادة قال


١ أخرجه الترمذي: "٥/٤٢٦"، وأبو داود: "رقم١٤٧٩"، وابن ماجه: "رقم٣٨٢٨"، وأحمد: "٤/٢٦٧"، والبخاري في "الأدب المفرد": "رقم٧١٤"، والحاكم: "١/٤٩١"، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

<<  <   >  >>