للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الاعتقاد يعتقد بقلبه على ربه سبحانه، ويثق به غاية الوثوق، ثم بعد هذا يأتي الأمر الثالث وهو: أن يفعل الأسباب المأذون فيها شرعاً.

والتوكل على الله تعالى نوعان:

أحدهما: توكل عليه في تحصيل حظ العبد من الرزق والعافية وغيرهما.

وثانيهما: توكل عليه في تحصيل مرضاته.

فأما النوع الأول فغايته المطلوبة وإن لم تكن عبادة؛ لأنها محض حظ العبد، فالتوكل على الله في حصوله عبادة، فهو منشأ لمصلحة دينه ودنياه.

وأما النوع الثاني: فغايته عبادة، وهو في نفسه عبادة، فلا علة فيه بوجه فإنه استعانة بالله على ما يرضيه. فصاحبه متحقق بـ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ١.

وأما التوكل على غير الله تعالى فأنواع:

النوع الأول: التوكل على غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله من جلب المنافع ودفع المضار، وهذا شرك أكبر لأنه إذا كان التوكل على الله من تمام الإيمان، فالتوكل على غير الله فيما لا يقدر عليه غير الله من الشرك الأكبر، وهذا النوع هو المراد بقوله تَعَالَى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} ، وقال تعالى: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} ٢، وقال تعالى:


١ "طريق الهجرتين": "ص٣٣٦"، والآية من سورة الفاتحة، رقم: ٥.
٢ سورة هود، الآية: ١٢٣.

<<  <   >  >>