للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وَدَلِيلُ الاسْتِعَاذَةِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} وقوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} .

ــ

حيث توجهت، "وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله". والمعنى: عليك أن تحصر استعانتك وطلبك العون في الله سبحانه وتعالى، فمن استعان بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله فهو مشرك.

قوله: "وَدَلِيلُ الاسْتِعَاذَةِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ١" و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ٢. الاستعاذة: هي الاعتصام والالتجاء إلى من تعتقد أنه يعيذك ويلجئك. والاستعاذة بالله تعالى هي التي تتضمن كمال الافتقار إليه سبحانه، والاعتصام به، واعتقاد كفايته وتمام حمايته من كل شر. ولا ريب أن هذه المعاني لا تكون إلا سبحانه وتعالى. ويدخل في الاستعاذة بالله جل وعلا: الاستعاذة بصفاته، والاستعاذة بكلماته وبعزته، ونحو هذا، كما في بعض الأوراد الصحيحة الثابتة: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق" ٣، و"أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر"٤، فهذا استعاذة بالله سبحانه وتعالى.

أما الاستعاذة بالأموات أو بالأحياء غير الحاضرين القادرين فهذا شرك كما تقدم في الاستعانة. أما الاستعانة بمخلوق يمكن العوذ به لأنه قادر، فهذا يجوز كما لو هربت من سبع والتجأت إلى شخص آخر


١ سورة الناس، الآية: ١.
٢ سورة الفلق: الآية: ١.
٣ أخرجه مسلم: "رقم٢٧٠٨".
٤ أخرجه مسلم: "رقم٢٢٠٢".

<<  <   >  >>