للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وَدَلِيلُ الاسْتِغَاثَةِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} الآية.

ــ

يحميك أو هربت من عدو والتجأت إلى شخص آخر يمنعك منه. وقد يكون الالتجاء إلى أمكنة، كأن شجرة أو يدخل في مكان، فمثل هذا لا بأس به.

وقوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} هذا أمر من الله سبحانه وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلم والأمة تبع له في هذا، ومعنى {أَعُوذُ} ، أي التجئ وأتحصن {بِرَبِّ الْفَلَقِ} ، الفلق: هو الصبح والمعنى –والله أعلم-: أن القادر على إزالة هذه الظلمة من العالم قادر على أن يدفع عن هذا المستعيذ ما يخافه ويخشاه. وقوله: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ، أي: خالقهم ومصلح أحوالهم.

وفي الآيتين دليل على وجوب الاستعاذة بالله تعالى من جميع شرور خلقه، وأنه سبحانه وتعالى القادر على إعاذة عبده ودفع الشرور عنه. وقد ورد عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط؟ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ١".

وقوله: "وَدَلِيلُ الاسْتِغَاثَةِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} ٢" الاستغاثة أن تطلب الغوث ممن يستطيع أن ينقذك من ضيق أو شدة.


١ أخرجه مسلم: "رقم٨١٤"، والترمذي: "٥/٤٥٣".
٢ سورة الأنفال، الآية: ٩.

<<  <   >  >>