للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وَدَلِيلُ النَّذْرِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً} .

ــ

والذبح لغير الله عام سواء كان لملك أو لنبي أو لولي أو سلطان أو جني أو غير ذلك. وسواء كان المذبوح بعيراً أو بقرة أو شاة أو دجاجة أو غيرها.

والذبح لله من أجل الطاعات وأعظم القربات, وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما أقام النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة عشر سنين يضحي١. وأهدى إلى البيت مائة بدنة في حجة الوداع٢.

قوله: "وَدَلِيلُ النَّذْرِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً} ٣" النذر: أن يلزم الإنسان نفسه شيئاً غير لازم بأصل بالشرع، فيلزم نفسه بصدقة أو صيام أو صلاة أو غير ذلك، إما بتعليقة على شيء نحو: إن شفى الله مريضي لأصومن ثلاثة أيام أو أتصدق بكذا، أو يكون ابتداء نحو: لله علي أن أتصدق بكذا. والجمهور على أنه مكروه. وقالت طائفة بتحريمة؛ لإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه وقال:"إنه لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل" ٤، ولكنه إذا وقع وجب الوفاء به في الجملة.

ووجه الدلالة من الآية على أن النذر عبادة: أن الله مدح الموفين بالنذر، وكل أمر مدحه الشارع، أو أثنى على من قام به فهو عبادة؛ ولهذا أمر الله تعالى بالوفاء به قوله تعالى: {وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ} ٥، أي:


١ أخرجه أحمد: "١٣/٦٥- الفتح الرباني"، والترمذي: "٥/٩٦- تحفة" وسنده حسن.
٢ أخرجه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه: "رقم١٢١٨"، كما تقدم.
٣ سورة الإنسان، الآية: ٠٧.
٤ أخرجه البخاري: "١١/٤٩٩"، ومسلم برقم: "١٦٣٩" واللفظ له.
٥ سورة الحج، الاية:٢٩.

<<  <   >  >>