للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذلك حق أوليائه محبتهم، والترضي عنهم، والإيمان بكراماتهم، لا دعاؤهم ليجلبوا لمن دعاهم خيراً لا يقدر على جلبه إلا الله تعالى، أو ليدفعوا عنهم سوءاً لا يقدر على دفعه إلا هو عزوجل، لأن ذلك عبادة مختصة بجلاله تعالى وتقدس. هذا إذا تحققت الولاية أو رجيت لشخص معين كظهور إتباع سنة، وعمل بتقوى في جميع أحواله، وإلا فقد صار الولي في هذا الزمان من أطال سبحته، ووسع كمه، وأسبل إزاره، ومد يده للتقبيل، وليس شكلا مخصوصاً، وجمع الطبول والبيارق، وأكل أموال عباد الله ظلماً وادعاء، ورغب عن سنة المصطفى وأحكام شرعه. فنحن إنما ندعو إلى العمل بالقرآن العظيم، والذكر الحكيم، الذي فيه الكفاية لمن اعتبر وتدبر، وبعين بصيرته نظر وفكر، فإنه حجة الله وعهده، ووعده ووعيده، وأمانه وقدره، ومن اتبعه عاملا بما فيه جد جده، وعلا مجده، وأنار رشده، وبان سعده.

والتوحيد ليس هو محل الاجتهاد، فلا تقليد فيه ولا عناد، ولا نكفر إلا لمن أنكر أمرنا هذا ونهينا، فلم يحكم بما أنزل الله من التوحيد، بل حكم بضده الذي هو الشرك الأكبر الذي لا يغفر، كما سنذكر أنواعه، فجعله دينًا، وسماه الوسيلة عناداً وبغياً، ووالى أهله وظاهرهم علينا، ولم

<<  <   >  >>