للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقوم أركان الدين ممتنعاً أن دعوناه، وأمروهم أن يبدءونا بقتالنا ١ ليرجعونا عن دين الله الذي وصفنا، وإلى ما هم فيه وكانوا عليه من الشرك بالله، والعمل بسائر مالا يرضى رب العباد {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} ٢ وما حجتهم علينا إلا أن المدعو يكون شفيعاً ووسيلة. ونحن نقول: هؤلاء الداعون الهاتفون بذكره، المعتقدون في الأحياء الغائبين المدعوين والأموات يطلبون كشف شدتهم، وتفريج كربتهم، وإبراء مريضهم، ومعافاة سقيمهم، وتكثير رزقهم، وإيجاده من العدم، ونصرهم على عدوهم برًّا وبحراً، لم يكفهم الاقتصار على مسألة الشفاعة والوسيلة، وهما أعظم المخاصمة الجارية علينا ممن قاتلنا وبدعنا، وجعل اليهود والنصارى أخف شرًّا منا ومن أتباعنا.

وحقيقة قولنا إن الشفاعة وإن كانت حقاً في الآخرة فلها أنواع مذكورة في محلها، ووجب على كل مسلم الإيمان بشفاعته صلى الله عليه وسلم، بل وغيره من الشفعاء، فهي ثابتة بالوصف لا بالشخص، ما عدا الشفاعة العظمى، فإنها لأهل الموقف عامة، وليس منها ما يقصدون. فالوصف "من


١ كذا، والظاهر أن يقال يبدءونا بالقتال- أو- يبدءوا بقتالنا.
٢ سورة التوبه الآية ٣٢.

<<  <   >  >>