حديث أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا تشدوا الرحال إلى مسجد من المساجد إلا لثلاثة مساجد: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا"، وهو حديث ثابت باتفاق أهل العلم يتلقى بالقبول عنهم ١، وهو إن كان معناه لا تشدوا الرحال إلى مسجد من المساجد إلا الثلاثة التي قد ذكرت، فالسفر إلى هذه المساجد الثلاثة إنما هو للصلاة فيها، والدعاء، والذكر، وقراءة القرآن، والاعتكاف الذي هو من الأعمال الصالحة.
وما سوى هذه المساجد لا يشرع السفر إليه باتفاق أهل العلم حتى مسجد "قبا" يستحب قصده من المكان القريب كالمدينة، ولا يشرع شد الرحل إليه من بعيد، ولذلك كان النبي صلى الله الله عليه وسلم يأتي إليه كل سبت ماشياً وراكباً، وكان ابن عمر يفعله كما في الصحيح، فإنه كما أسس على التقوى فمسجده صلى الله عليه وسلم أعظم في
١ رواه الجماعة كلهم ولفظه المشهور: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى" وفي لفظ لمسلم: "لا تشدوا" بالجمع والخطاب.