تأسيسه على التقوى فقال:"مسجدي هذا "، فكلا المسجدين أسس على التقوى، ولكن اختص مسجده بأنه أكمل في هذا الوصف من غيره، فكان يقوم في مسجده يوم الجمعة، ويأتي مسجد "قبا" يوم السبت، وإذا كان السفر غير الثلاثة ممتنعاً شرعاً مع أن قصده لأهل مصره يجب تارة١ ويستحب أخرى، وقد جاء في قصد المساجد من الفضل ما لا يحصى، فالسفر إلى مجرد القبور أولى بالمنع. ولا يغتر بكثرة العادات الفاسدة التي أحدثها الملوك وأشباههم، والأحاديث التي رواها الدارقطني في زيارة قبره عليه الصلاة والسلام كلها مكذوبة موضوعة باتفاق غالب أهل المعرفة، منهم ابن الصلاح، وابن الجوزي، وابن عبد البر، وأبو القاسم السهيلي، وشيخه ابن العربي المالكي، والشيخ تقي الدين، وغيرهم؛ ولم يجعلها في درجة الضعيف إلا القليل، وكذلك تفرد بها الدارقطني عن بقية أهل السنن والأئمة كلهم يرون بخلافه وأجل حديث روى في هذا الباب حديث أبي بكر البزار، ومحمد بن عساكر، حكاه أهل المعرفة بمصطلح الحديث، كالقشيري والشيخ تقي الدين وغيرهما، وإنما رخص صلى الله عليه وسلم في زيارة القبور مطلقاً بعد أن نهى عنها كما ثبت في الصحيح، لكن بلا