للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعالى ولكنهم كانوا يقولون كما قال الله تعالى عنهم: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} ١ وكانوا كما سلف ذكره يحملون حجارة الحرم إذا سافروا خارجه، وأكثر من ذلك ما ورد في صحيح الإمام البخاري رحمه الله عن رجاء العطاردي قال: "كنا في الجاهلية إذا لن نجد حجرا جمعنا حثية من التراب وجئنا بالشاة فحلبناها عليه ثم طفنا بها "٢.

ودخلت عبادتها في كل دار، فجعلت لها صنما تعبده مع عبادة أصنامهم الكبيرة المشهورة، قال ابن إسحاق: "واتخذ أهل كل دار في دارهم صنما يعبدونه، فإذا أراد الرجل منهم سفرا تمسح به حين يركب، فكان ذلك آخر ما يصنع حين يتوجه إلى سفره، وإذا قدم من سفره تمسح به فكان ذلك أول ما يبدأ به قبل أن يدخل على أهله "٣.

وكانوا إذا أهلّوا بالتلبية قالوا: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، إلا شريكا هو لك، تملكه وما ملك، فأشركوا مع الله غيره، فدعوا أصنامهم معه سبحانه، وجعلوا ملكها بيده.

قال السهيلي: "وكانت التلبية من عهد إبراهيم: لبيك لا شريك لك لبيك حتى كان عمرو بن لحي، فبينما هو يلبي تمثل له الشيطان في صورة


١ الآية ٣ من سورة الزمر.
٢ البخاري مع الشرح ٨/٩٠.
٣ ابن هشام، السيرة النبوية ١/٨٥.

<<  <   >  >>