للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شيخ يلبي معه، فقال عمرو: لبيك لا شريك لك، فقال الشيخ: إلا شريكا هو لك، فأنكر ذلك عمرو، وقال: وما هذا؟ فقال الشيخ قل: تملكه وما ملك، فإنه لا بأس بهذا، فقالها عمرو، فدانت بها العرب"١.

وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكره هذه التلبية وينكرها قبل أن يبعث، فقد أخرج الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان المشركون يقولون: لبيك لا شريك لك، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ويلكم قدٍ قدٍ"٢، فيقولون: إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك، يقولون هذا وهم يطوفون بالبيت "٣.

قال ابن إسحاق: "واستبدلوا بدين إبراهيم وإسماعيل غيره، فعبدوا الأوثان، وصاروا إلى ما كانت عليه الأمم قبلهم من الضلالات، وفيهم مع ذلك بقايا من عهد إبراهيم يتمسكون بها، من تعظيم البيت، والطواف به، والحج والعمرة، والوقوف على عرفة والمزدلفة وهدي البدن، والإهلال بالحج والعمرة، مع إدخالهم فيه ما ليس منه، فكانت كنانة وقريش إذا أهلّوا قالوا: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، إلا شريكا هو لك، تملكه وما ملك"فيوحدونه بالتلبية، ثم يدخلون معه أصنامهم، ويجعلون ملكها بيده، يقول الله تبارك وتعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ


١ أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله السهيلي، الروض الآنف ١/١٠٢.
٢ قدٍ قدٍ: روى بإسكان الدال وكسرها مع التنوين ومعناه كفاكم.
٣ صحيح مسلم بشرح النووي ٨/٩٠.

<<  <   >  >>