للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التي اعتنقها الدهريون الملحدون الذين لا يقرون بإله١ وهم كما قال الله تعالىعنهم: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ} ٢.

ومنها المسيحية وقد دخلت على الجزيرة من بعض البلاد المجاورة من بلاد الشام والعراق ومن الحبشة إلى اليمن، ثم انتشرت في بعض نواحي الجزيرة ومنها طيء ودومة الجندل ونجران وغيرها، وقد بقيت في نجران حتى بعد بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث وفدوا عليه وفرض عليهم الجزية حيث لم يسلموا.

أخرج الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه عن حذيفة رضي الله عنه قال: "جاء العاقب والسيد صاحبا نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدان أن يلاعناه٣ قال: فقال أحدهما لصاحبه: لا تفعل فوالله لئن كان نبيا فلاعننا


١ الدهريون: جماعة من معطلة العرب أنكروا الخالق والبعث والإعادة وقالوا بالطبع المحيي والدهر المفني. انظر الملل والنحل للشهرستاني ٢/٢٣٥، وكتاب تلبيس إبليس لابن الجوزي ص ٦٣، وكتاب تاريخ العرب قبل الإسلام للدكتور السيد عبد العزيز سالم ١/٤٢٧، وكتاب الجاهلية قديما وحديثا، أحمد أمين عبد الغفار ص ٥٠.
٢ الآية ٢٤ من سورة الجاثية.
٣ يلاعناه: أي يباهلاه وهو المراد بقوله تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} (آل عمران:٦١) .

<<  <   >  >>