للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا، قالا: إنا نعطيك ما سألتنا، وابعث معنا رجلا أمينا، ولا تبعث معنا إلا أمينا، فقال: "لأبعثن معكم رجلا أمينا حق أمين"، فاستشرف له أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "قم يا أبا عبيدة بن الجراح"، فلما قام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا أمين هذه الأمة" ١.

ومنها: اليهودية التي وجدت في شمال الجزيرة في يثرب وخيبر ووادي القرى وفي جنوب الجزيرة في اليمن، ولكن على الرغم من وجود اليهود وتعايشهم مع العرب واشتغالهم بأنواع كثيرة من الحرف، فإن اليهودية لم تنتشر في العرب، ولعل من أسباب ذلك عدم اهتمامهم بنشر عقيدتهم، واعتقادهم أنهم شعب الله المختار كما يزعمون، واحتقارهم للعرب، وانشغالهم بجمع الأموال واحتكار الأعمال.

وقد هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وبها ثلاث قبائل منهم وهم بنو قينقاع، وبنو قريظة وبنو النظير وقد عاهدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما قدم المدينة، ولكنهم نكثوا وغدروا كما هي سجيتهم، فكانت نهايتهم القتل أو الجلاء، حتى كان آخر جلائهم في خلافة عمر رضي الله عنه.

ومع هذا الخليط من العقائد والديانات والوثنيات التي انتشرت في جزيرة العرب، مع هذا كله كانت جماعة من الناس قد نبذت هذا كله، ولم يكن له قبول عندها فترفعوا عما كان عليه المشركون والكفار من الكفر والضلال، وتمسكوا ببقايا من دين إبراهيم عليه السلام٢، وقد


١ البخاري مع الفتح ٧/٩٢، ومسند الإمام أحمد ١/١٨.
٢ انظر: كتاب تلبيس إبليس لابن الجوزي ص ٦٣، ٦٤.

<<  <   >  >>