للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} ١.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: "ما بعث الله نبيا إلا أخذ عليه الميثاق لئن بعث محمد وهي حي ليؤمنن به ولينصرنه، وأمره أن يأخذ على أمته الميثاق، لئن بعث الله محمدا وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرنه "٢.

فيتضح مما سبق أن البشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم كانت على ألسنة الأنبياء والرسل جميع، وقد كان من دعاء خليل الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام كما قص الله ذلك في القرآن الكريم فقال: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ٣ وكانت بعثته صلى الله عليه وسلم حين بلغ من العمر أربعين سنة، وكان أول ما بدئ من ذلك الرؤيا الصادقة، فكان لا يرى رؤيا في نومه إلا جاءت كفلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء والبعد عن الناس، فكان يذهب إلى غار حراء خارج مكة وينقطع فيه الأيام والليالي يعبد الله على دين إبراهيم، ثم يعود إلى زوجه خديجة ويتزود لمدة أخرى ويعود إلى خلوته، حتى كان


١ الآية ٩١ من سورة آل عمران.
٢ ابن كثير – تفسير القرآن العظيم ١/٣٧٨.
٣ الآية ١٢٩ من سورة البقرة.

<<  <   >  >>