للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ماء أو قناة جارية، أو جبلا، أو مغارة، وسواء قصدها ليصلي عندها أو يدعوا عندها، أو ليذكر الله سبحانه عندها، أو ليتنسك عندها، بحيث يخص تلك البقعة بنوع من العبادة التي لم يشرع تخصيص تلك البقعة به لا عينا ولا نوعا.

وأقبح من ذلك أن ينذر لتلك البقعة دهنا لتنور به ويقال: إنها تقبل النذر، كما يقال بعض الضالين، فإن هذا النذر نذر معصية باتفاق العلماء، ولا يجوز الوفاء به، بل عليه كفارة يمين عند كثير من أهل العلم"١.

وقد لا يكون الدافع أو الأمر شركا، ولا يقصد به ذلك ولكن الشيطان ما يلبث أن يزين للناس تلك المخالفة ويحببها إلى قلوبهم، وإن لم يجد لها أهلا في جيل وجد في الجيل الآخر، حتى يصل بأهلها إلى الشرك بالله تعالى، ثم يتبرأ منهم كما أخبر الله عنه، ولأجل ذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد الحرص على حماية هذه العقيدة، وسد كل ثغرة مهما كانت صغيرة لئلا تكون مدخلا للشيطان وهو يعلم عليه الصلاة والسلام أن الصحابة رضي الله عنهم، لم يقصدوا بطلبهم ذات أنواط أن يفعلوا شركاً بعد أن أنعم الله عليهم بنعمة التوحيد، ولم يقصدوا ما قصد غيرهم، بل ظنوا ذلك أمرا محبوبا أرادوا التقرب به، وهم أجل من أن يقصدوا مخالفته صلى الله عليه وسلم، ولكنه مع ذلك استعظم طلبهم ذلك وشبهه بطلب بني إسرائيل من


١ ابن تيمية – اقتضاء الصراط المستقيم تحقيق د. ناصر العقل ٢/٦٤٤.

<<  <   >  >>