للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

موسى عليه الصلاة والسلام، وسمى تعظيم هذه الشجرة والعكوف عندها تألها، خوفا عليهم من الشرك، وحماية لجناب العقيدة وسدا لكل أبواب الشرك وذرائعه. "فإذا كان اتخاذ هذه الشجرة لتعليق الأسلحة والعكوف حولها اتخاذ إله مع الله تعالى، مع أنهم لا يعبدونها ولا يسألونها، فما الظن بالعكوف حول القبر والدعاء به ودعائه، والدعاء عنده، فأي نسبة للفتنة بشجرة إلى الفتنة بالقبر؟ لو كان أهل الشرك والبدعة يعلمون. قال بعض أهل العلم من أصحاب مالك: فانظروا رحمكم الله أينما وجدتم سدرة أو شجرة يقصدها الناس ويعظمونها ويرجون البرء والشفاء من قبلها، ويضربون المسامير والخرق فهي ذات أنواط فاقطعوها"١.

فاعتقاد حصول البركة من غير الله تعالى من قبر أو صنم أو شجرة، أو غيرها شرك حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذا تحري الدعاء في هذه الأماكن لأجل القبول والبركة.

والتبرك بآثار الصالحين، واعتقاد ذلك فيهم، لم يفعله أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا التابعون لهم بإحسان، وهم القدوة والأسوة، إلا ما كان يفعله الصحابة رضوان الله عليهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم وحده دون غيره في حياته عليه الصلاة والسلام، فإن لرسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته خصائص لم يشاركه فيها غيره، وهو المقطوع عليه الصلاة والسلام، وهذا هو التبرك المشروع، ولم يعرف عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا يفعلون ذلك مع غيره


١ ابن قيم الجوزية – إغاثة اللهفان ١/٢٠٥.

<<  <   >  >>