للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليه الصلاة والسلام، مهما كان فضله ومنزلته، وهم خير الأمة وأفضل الناس بعد الأنبياء والرسل، وأشدهم تمسكا، وخيرهم إيمانا وأحسنهم وأصفاهم عقيدة، ولو كان ذلك خيرا لكانوا اسبق الناس إليه وأحرصهم عليه رضوان الله تعالى عليهم، بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رباهم وعلمهم كل خير وحذرهم من كل شر، فكان يرشدهم ويوجههم ويبين لهم كما بين لهم عند ما طلبوا منه ذات أنواط وظنوا ذلك حسنا.

فإذا كان بعض الصحابة ظنوا ذلك حسنا، من النبي صلى الله عليه وسلم حتى بين لهم أن ذلك كقول بني إسرائيل: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} فكيف لا يخفى على من هو دونهم في العلم والفضل بأضعاف مضاعفة، مع غلبة الجهل وبعد العهد بآثار النبوة، بل عليهم عظائم الشرك في الإلهية والربوبية، فأكثروا فعله، واتخذوه قربة١. ومن الناس من يترك عمل الصالحات ويتعلق بالآثار والأشخاص معتقدا البركة فيهم، ويفوت عمره في طلب ذلك، وإنما البركة والخير كل الخير في الإيمان الصادق والعمل الصالح والعلم الصحيح من كتاب الله تعالى والسنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.


١ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ – فتح المجيد ص ١١٤.

<<  <   >  >>