للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما التولة: بكسر التاء وفتح الواو فهي ما يصنع بزعم أنه يحبب المرأة إلى زوجها١، كما فسر ذلك ابن مسعود رضي الله عنه قالوا: يا أبا عبد الرحمن هذه الرقى والتمائم قد عرفناها، فما التولة؟ قال: "شيء تصنعه النساء يتحببن إلى أزواجهن".

وقال الحافظ رحمه الله تعالى: "التولة بكسر التاء وفتح الواو واللام مخففا شيء كانت المرأة تجلب به محبة زوجها وهو ضرب من السحر"٢.

ومن ذلك ما يعلق على الإبل من قلائد ونحوها باعتقاد أنه ترد عنها العين، كما جاء في الحديث عن أبي بشير الأنصاري رضي الله عنه كان مع رسول الله في بعض أسفاره، فأرسل رسولاً: "أن لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر، أو قلادة إلا قطعت" ٣.

وهذه الأحاديث وغيرها التي تنهى عن هذه الأمور، التي فيها توكل على غير الله تعالى، واعتقاد جلب نفع أو دفع ضر من دونه عز وجل، والله تعالى يقول: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} ٤.


١ انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير ١/٢٠٠.
٢ انظر: تيسير العزيز الحميد ص ١٦٩.
٣ صحيح البخاري مع الفتح ٦/١٤١ ومسلم بشرح النووي ١٤/٩٥.
٤ الآية ١٠٧ من سورة يونس.

<<  <   >  >>