للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خامسا: الاستسقاء بالأنواء:

ومعناه نسبة السقيا ونزول المطر إلى الأنواء، والأنواء: جمع نوء، وهي منازل القمر، وسميت بذلك: لأنه إذا سقط الساقط منها ناء الطالع بالمشرق أي: نهض، وهي ثمان وعشرين منزلة كما قال تعالى: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} ١.

وقد كان العرب في الجاهلية يزعمون أنه مع سقوط منزلة وظهور أخرى من منازل القمر يكون مطرا، وينسبون ذلك إليها فيقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا.

"فإنهم يعتقدون أن لمطالع الكواكب ومغاربها وسيرها، وانتقالها واقترانها وافتراقها تأثيرا في هبوب الرياح وسكونها، وفي مجيء المطر وتأخره، وفي رخص الأسعار وغلائها، وغير ذلك، فإذا وقع شيء من الحوادث نسبوه إلى النجوم فقالوا: هذا بنوء عطارد أو المشتري أو المريخ أو كذا أو كذا٢.

"ورد الله تعالى عليهم، وأكذبهم بما أنزله على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُوَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ


١ الآية ٣٩ من سورة يس.
٢ انظر تيسير العزيز الحميد ص ٤٥١.

<<  <   >  >>