للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا يتركونهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم والنياحة".

وقال: "والنائحة إذا لم تتب قبل موتها تقوم يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب" ١.

فبين عليه الصلاة والسلام أن مما سيكون في هذه الأمة وهو من أمر الجاهلية وعمل أهلها أمورا منها الاستسقاء بالنجوم، وحذر منه لكونه من أمر الجاهلية وشركها الذي كانت عليه، وكونه من أمر الجاهلية كاف في النهي والزجر عنه.

كما جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من ضرب الخدود وشقّ الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية" ٢.

وهذا يقتضي تجنب ما كان من أمور الجاهلية وخصالها المخالفة لهدي الإسلام وشرعه.

"وهذا كله يقتضي أن ما كان من أمر الجاهلية، وفعلهم فهو مذموم، في دين الإسلام، وإلا لم يكن في إضافة هذه المنكرات إلى الجاهلية ذم لها، ومعلوم أن إضافتها إلى الجاهلية خرج مخرج الذم، وهذا كقوله سبحانه وتعالى: {وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولى} ٣، فإن في ذلك ذما للتبرج، وذما


١ صحيح مسلم بشرح النووي ٢/٦٤٤.
٢ صحيح البخاري مع الفتح ٣/١٦٣، وصحيح مسلم بشرح النووي ١/٩٩.
٣ الآية ٣٣ من سورة الأحزاب.

<<  <   >  >>