للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لحال الجاهلية الأولى، وذلك يقتضي المنع من مشابهتهم في الجملة"١.

وهذا من معجزاته عليه الصلاة والسلام، وحرصه على حماية هذه العقيدة، وحراستها من كل شرك أو ذريعة إليه.

وعن زيد بن خالد٢ رضي الله عنه قال: "صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال: "هل تدرون ماذا قال ربكم؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي، كافر بالكواكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب" ٣.

وهذا الحديث القدسي العظيم يخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل أن من الناس من ينسب نعمه سبحانه وتعالى إلى غيره، ويضيف أفعاله إلى سواه، وهو تعالى المنعم وحده الذي يجب أن تنسب إليه وحده جميع النعم، ونسبتها إلى غيره شرك به جل شأنه، فهو المتفرد بالرزق، المستحق أن تنسب إليه النعم ويفرد بالشكر عليها وحده لا شريك له.


١ ابن تيمية اقتضاء الصراط المستقيم ١/٢٠٥، ٢٠٦، تحقيق د. ناصر العقل.
٢ زيد بن خالد: هو الجهني، مختلف في كنيته صحابي جليل روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعثمان وأبي طلحة وعائشة، كان معه لواء جهينة يوم الفتح. مات سنة ٧٨هـ. انظر الإصابة ١/٥٤٧.
٣ صحيح البخاري مع الفتح ٢/٥٢٢، وصحيح مسلم بشرح النووي ١/٨٣، ٨٤.

<<  <   >  >>