للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك صراحة في آيات أخرى، وجعل القرآن هداية لهم كذلك من ظلمات الكفر والشرك والضلال. والله أعلم.

والحديث عن الاستقاء بالنجوم والأنواء يدفع إلى الكلام عن التنجيم وما جاء فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر، زاد ما واد" ١.

فهذا الحديث يبين أن التنجيم نوع من أنواع السحر الذي عده رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اجتنبوا السبع الموبقات "، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: "الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات" ٢.

وهناك أحاديث أخرى في التحذير من ذلك حرصا منه عليه الصلاة والسلام على حماية التوحيد وسلامته من دنس الشرك ووسائله وطرقه.

وقد نزل القرآن الكريم على رسول الله صلى الله عليه وسلم يبين الحكمة من خلق النجوم. قال عز وجل: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً


١ مختصر أبي داود للحافظ المنذري ٥/٣٧١، حديث صحيح.
٢ صحيح البخاري مع الفتح ٥/٣٩٣، وصحيح مسلم بشرح النووي ١/٩٢.

<<  <   >  >>