للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سابعا: السحر والكهانة:

السحر والكهانة من أشد الأخطار على عقيدة التوحيد، وأكثرها انتشارا بين الناس، وتلبيسا عليهم وتغريرا بهم، أدت بكثير منهم إلى الشرك من حيث يشعر أولا يشعر، والخطر فيهما لا يقتصر على الساحر والكاهن وحدهما فكفرهما وشركهما معلوم، ولكن ذلك يصل إلى كل من يأتيهما، وكل من يصدقهما، ومثلهم العرافون، فالكل تجمع بينهم الولاية للشياطين يطيعونهم من دون الله تعالى وتخدمهم الشياطين في بعض ما يريدون، فيلبسون على الناس، ويكذبون ويحتالون عليهم، ويدعون بذلك الولاية والكرامة وعلم الغيب، وينخدع بهم ضعفاء العقول وناقصو الإيمان، إذ يلبسون عليهم في دينهم، ويفتنونهم في عقيدتهم.

وشرهم وخطرهم عظيم قديماً وحديثاً، ولذلك فقد شدد رسول الله صلى الله عليه وسلم في التحذير منهم بإتيانهم أو تصديقهم أو تعلم شيء مما يعملون.

من ذلك: ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اجتنبوا السبع الموبقات" قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: "الشرك بالله والسحر ... " الحديث١.

وكل الأحاديث التي وردت في عدد الكبائر وبيانها كان منها السحر.

وعن بجالة بن عبده قالَ: "كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن اقتلوا كل ساحر وساحرة، قال: فقتلنا ثلاث سواحر"٢.


١ تقدم تخريجه ص ٣٤٩.
٢ مسند الإمام أحمد ١/١٩٠،١٩١، أبو عبيد – كتاب الأموال ص ٣٥.

<<  <   >  >>