أو يهديني أن ينصرني، أو يعافيني، ولا يقول: أشكو إليك ذنوبي، أو نقص رزق، أو تسلط العدو علي، أو أشكو إليك فلانا الذي ظلمني، ولا يقول: أنا نزيلك أنا جارك، أو: أنت تجير من يستجير، أو أنت خير معاذ يستعاذ به، ولا يكتب ورقة يعلقها عند القبور ... إلى أن قال: ولا ذكر أحد من الأئمة لا في مناسك الحج ولا غيرها أنه يستحب لأحد أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عند قبره أن يشفع له أو يدعو لأمته، أو يشكو ما نزل بأمته من مصائب الدنيا والدين، وكان أصحابه يبتلون بأنواع من البلاء بعد موته فتارة بالجدب، وتارة بنقص الرزق، وتارة بالخوف وقوة العدو، وتارة بالذنوب والمعاصي، ولم يكن أحد منهم يأتي إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ولا قبر الخليل ولا قبر أحد من الأنبياء فيقول نشكو إليك جدب الزمان، أو قوة العدو، أو كثرة الذنوب، ولا يقول: سل الله لنا أو لأمتك أو يرزقهم أو ينصرهم أو يغفر لهم، بل هذا وما يشبهه من البدع المحدثة التي لم يستحبها أحد من أئمة المسلمين، فليست واجبة ولا مستحبة باتفاق أئمة المسلمين"١.
ولم يقتصر رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعليمه أمته ألتوحيد، وتحذيرها من الشرك، وحمايته حمى التوحيد، لم يقتصر على بيان الشرك الأكبر المنافي للتوحيد، والتحذير منه وحده، بل بين عليه الصلاة والسلام ما دون ذلك من الشرك الأصغر ووسائله، كما لم يقتصر التحذير من الشرك على ما