للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهذا شرك أكبر بلا ريب، لأن المحلوف به عنده أخوف وأجل وأعظم من الله.

"وهذا ما بلغ إليه شرك عباد الأصنام، لأن جهد اليمين عندهم هو الحلف بالله كما قال تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ} ١ فما كان جهد يمينه الحلف بالشيخ أو بحياته أو تربته فهو أكبر شركا منهم٢.

ومن الأمثلة أيضا نهيه صلى الله عليه وسلم عن الألفاظ التي فيها شرك أو تحتمل الشرك ولو لم يقصد ذلك قائلها، حماية منه لجناب التوحيد، ومنها:

النهي عن قول ما شاء الله وشئت:

عن قتيلة٣ رضي الله عنها أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إنكم تشركون، تقولون: ما شاء الله وشئت، وتقولون: والكعبة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبةِ، وأن يقولوا: ما شاء الله ثم شئت" ٤.


١ الآية ٣٨ من سورة النحل.
٢ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب – تيسير العزيز الحميد ص ٥٩٣، ٥٩٤.
٣ قتيلة: هي بنت صيفي الجهنية، ويقال الأنصارية من المهاجرات الأرامل، قيل ليس لها غير هذا الحديث انظر الإصابة ٤/٣٧٨.
٤ الإمام أحمد – المسند ٤/٣٧١، ٣٧٢، النسائي – السنن ٧/٦، وقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي والحافظ في الإصابة ٤/٣٨٩.

<<  <   >  >>