للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخبر منكم، وإنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها، فلا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله وحده" ١.

فقد أقره الرسول صلى الله عليه وسلم، وأمر أصحابه رضي الله عنهم باللفظ الصحيح الموافق لعقيدة التوحيد، ونهاهم عما كانوا يقولون من ألفاظ فيها مخالفة لذلك حماية لهذه العقيدة، وسدا لكل ذريعة تخل بها أيا كان نوعها، أو قصد فاعلها.

النهي عن قول عبدي وأمتي:

وهذا اللفظ نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما فيه من اشتراك في اللفظ، احتراسا من الشرك ولو في الفظ، وأدبا مع الله تعالى، وابتعادا بالمؤمن عن الشرك وما يشابهه، من ألفاظ وإن لم تكن في نفسها شركا.

حاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يقل أحدكم: أطعم ربك، وضئ ربك، وليقل: سيدي ومولاي، ولا يقل: أحدكم: عبدي وأمتي، وليقل: فتاي وفتاتي وغلامي" ٢.

ففي إطلاق هاتين الكلمتين على غير الله تشريك في اللفظ، فنهاهم عن ذلك تعظيما لله تعالى، وأدبا وبعدا عن الشرك، وتحقيقا للتوحيد، وأرشدهم إلى أن يقولوا: "فتاي وفتاتي وغلامي" وهذا من باب حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد، فقد بلغ صلى الله عليه وسلم أمته كل ما فيه نفع لهم، ونهاهم


١ مسند الإمام أحمد ٥/٣٩٣، حديث صحيح.
٢ البخاري مع الفتح ٥/١٧٧، ومسلم بشرح النووي ٤/١٧٦٤، ١٧٦٥.

<<  <   >  >>