للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا يعرفون من التوحيد إلا ما أقر به المشركون، وما عرفوا معنى الإلهية التي نفتها كلمة الإخلاص عن كل ما سوى الله١.

فإذا كان الباعث على العمل ابتغاء ما عند الله تعالى، وسلم من الرياء فهو العمل الصحيح المقبول عند الله عز وجل، وإن كان القصد والنية بالعمل إرادة غير الله عز وجل فذلك نفاق اعتقادي قد يخرج صاحبه من الإسلام.

قال عز وجل: {كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} ٢.

وقال سبحانه: {وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَاءَ قَرِيناً} ٣.

أما إذا كان الباعث على العمل ابتغاء وجه الله تعالى وطلب ما عند من الأجر والثواب، ثم دخل عليه الرياء، فهو الذي سماه رسو الله صلى الله عليه وسلم الشرك الأصغر، وبينه عليه الصلاة والسلام بقوله: "يقوم الرجل فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل إليه" كما تقدم، فهذا لا يخرج من الملة،


١ عبد العزيز بن حسن آل الشيخ – فتح المجيد ص ٦٣.
٢ الآية ٢٦٤ من سورة البقرة.
٣ الآية ٣٨ من سورة النساء.

<<  <   >  >>