للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولكنه ينقص من ثواب العمل وقبوله، وقد يزيد فيحبط العمل، نعوذ بالله من ذلك.

وقد يعمل المسلم العمل خالصا لوجه الله تعالى، ثم يحصل له الثناء الجميل والذكر الطيب من الناس، لم يطلبه ولم يقصده بعمله، فليس ذلك من الرياء بل خير من الله وفضل منه سبحانه١، كما في حديث أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يعمل العمل من الخير، يحمده الناس عليه فقال: "تلك عاجل بشرى المؤمن" ٢.

إرادة الإنسان بعمله الدنيا:

وهو أن ينوي بعمله الصالح، عرضا دنيويا، ويكون ذلك قصده الباعث على ذلك العمل، وهو أخطر من الرياء، فالرياء قد يعرض للعمل ثم يزول بالمجاهدة إما إرادة الإنسان الدنيا بعمله فهي الباعث له على عمله الملازمة له في ذلك العمل وكلاهما خطر عظيم وداء ووبال.

"وقد يظن بعض الناس أن هذا الباب داخل في الرياء، وأن هذا مجرد تكرير فأخطأ، بل المراد بهذا أن يعمل الإنسان عملا صالحا يريد به الدنيا، كالذي يجاهد للقطيفة والخميلة ونحو ذلك، ولهذا سماه النبي صلى الله عليه وسلم عبدا لذلك، بخلا ف المرائي، فإنه يعمل ليراه الناس ويعظموه. والذي يعمل لأجل الدراهم والقطيفة ونحو ذلك أعقل من المرائي، لأن ذلك عمل لدنيا


١ انظر تيسير العزيز الحميد ص ٥٣١، ومعارج القبول ٢/٤٥٤.
٢ مسلم بشرح النووي ٤/٢٠٣٤.

<<  <   >  >>