وهكذا يتم هذا البحث بتوفيق من الله وعون منه، وقد توصلت من خلاله إلى نتائج عدة أهمها:
أولا: أن التوحيد مع وضوح معناه وظهور أدلته من كتاب الله الكريم، والثابت من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، والفهم الصحيح لدى الصحابة رضي الله عنهم، مع هذا كله، وجدت طوائف ضلت عن هذا السبيل القويم في معنى التوحيد، وأن السبب الأول في ذلك الاعتماد على العقل وحده وتقديمه على نصوص الكتاب والسنة.
ثانيا: أن الناس مفطورون على الإسلام وتوحيد الله عز وجل، والشرك والانحراف طارئ فيهم ودخيل عليهم.
ثالثا: أن الدعوة إلى توحيد الله تعالى وإفراده بالعبادة كانت أول ما دعا إليه الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، وأن دعوتهم إلى ذلك متفقة وإن اختلفت فيما سوى ذلك.
رابعا: تشابه صورة الشرك ومنطق أهله وإن تباعدت الأزمنة، وتغايرت الأمكنة واختلفت اللغات.
خامسا: أن بعثة الرسل عليهم الصلاة والسلام تكون إذا اندرست معالم التوحيد وظهر الشر في الناس.
سادسا: أن توحيد الألوهية والعبادة كان محور دعوة الرسل جميعا عليهم الصلاة والسلام.