للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ} ١. فقد بدأهم بالدعوة إلى التوحيد الذي انحرفوا عنه، كما دعا إليه من قبله من الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام.

- موقف قومه من دعوته:

كانت ثمود من الأمم المفرطة في اللذات من مطعم ومشرب ومسكن، وبلغوا في ذلك الترف مبلغاً أوقعهم في السرف والعصيان والتمرد على كل دعوة حق لظنهم أن ما هم فيه دائم لا يزول، فعاثوا في الأرض فساداً وسخروا من صالح عليه السلام ودعوته ومن آمن معه، وناصبوهم العداء وأعرضوا عن الصراط المستقيم الذي جاء به. قال الله عز وجل: {قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ} ٢. كما قال سبحانه: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ وَتَنْحِتُونَ


١ الآية (٦١) من سورة هود.
٢ الآيتان من (٦٢ - ٦٣) من سورة هود.

<<  <   >  >>