المؤلفات في التوحيد بجميع العبادات مع إقامة الحجج القاطعة والإنصاف التام في المناظرة والمراجة، فعاد قارح الإسلام به جذعا، ورجع دارس الأحكام به متبعا، وكان رحمه الله سنيا أثريا متبعا، وأجاب دعوته وآوى غربته السعيد المسعود محمد بن سعود على قلة من الأعوان وابتكار لهذا الشأن، ثم وازره بجهوده وبطوقه وعارضه حتى استوى على سوقه الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود.
٥- الشيخ محمود شكري الألوسي قال في تاريخ نجد صـ١١٤ (كان - أي: الإمام محمد بن عبد الوهاب - شديد التعصب للسنة كثير الإنكار على من خالف الحق من العلماء، والحاصل أنه - أي: الإمام محمد بن عبد الوهاب - من العلماء الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر، وكان يعلم الناس الصلاة وأحكامها وسائر أركان الدين ويأمر بالجماعات، وقد جد في تعليم الناس وحثهم على الطاعة وأمرهم بتعلم أصول الدين وشرائطه وأحكام الصلاة وأركانها وواجباتها وسننها وسائر أحكام الدين وأمر جميع أهل البلاد بالمذاكرة في المساجد كل يوم بعد صلاة الصبح وبعد العشاءين في معرفة الله تعالى ومعرفة دينه الإسلام ومعرفة أركانه وما ورد عليه من أدلة، ومعرفة النبي صلى الله عليه وسلم ونسبه ومبعثه وهجرته، وأول ما دعا إليه من كلمة التوحيد وسائر العبادات التي لا تنبغي إلا لله؛ كالدعاء والذبح والنذر والخوف والرجاء والخشية والرغبة والتوكل والإنابة وغير ذلك، فلم يبق أحد من عوام أهل نجد جاهلا بأحكام دين الإسلام، بل كلهم تعلموا ذلك إلى اليوم بعد أن كانوا جاهلين بها إلا الخواص منهم. وانتفع الناس به من هذه الجهة الحميدة" ا. هـ.
وقال الألوسي في هذا الكتاب في موضع آخر "وقد قرر - أي: الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - على شهادة أن محمدا رسول الله من بيان ما تستلزمه هذه الشهادة وتستوعبه وتقتضيه من تجريد المتابعة، والقيام بالحقوق النبوية من الحب والتوقير والنصرة والمتابعة والطاعة وتقديم سنته صلى الله عليه وسلم على كل سنة وقول، والوقوف معها حيثما وقفت والانتهاء حيث انتهت في أصول الدين وفروعه، باطنه وظاهره وخفيه وجليه كليه وجزئيه ما ظهر به فضله وتأكد علمه ونبله، وأنه سباق غايات وصاحب آيات لا يشق غباره ولا تدرى في البحث والإفادة آثاره وأن أعداءه ومنازعيه