للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كقصة أصحاب الغار الذين أطبقت عليهم صخرة فسألوا الله تعالى بصالح أعمالهم ففرج الله عنهم وخرجوا يمشون، فلك أن تقول اللهم إني أسألك بحبي لنبيك وتوحيدي لك وطاعتي لك ولرسولك أن تمنحني كذا وكذا.

أما سؤالك الله تعالى بجاه النبي والولي أو الإقسام على الله تعالى بأحد من هؤلاء فهذه بدع مفضية إلى الشرك فهي محرمة وإن كانت لا تصل إلى الشرك لأن السائل سأل الله وحده، أما سؤالك الموتى أو الغائبين مباشرة فهذا هو الشرك الأكبر.

وقد أرشد سبحانه عباده إلى أن يسألوه وحده ولا يسألوا أحدًا غيره، وقد وعد أن يجيب سائله - ولو بعد حين - قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: ١٨٦]. وقال تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: ٦٠]. وأرشدنا أن لا نستعين إلا به فنحن نقول في كل ركعة: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: ٥]. ومع هذا تجد الكثير ممن يصلون إذا أبطأ عليه تحقيق مطلب له من المطالب جعل يلجأ إلى القبور والأضرحة، والله تعالى قادر أن يجيبه في الحال ولكن هذا الابتلاء والامتحان للعباد فقد اقتضت حكمته تعالى فتنة العباد

<<  <   >  >>