للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

منها. أو برفع درجاتنا بالجنة ونحو ذلك، فإن أي شافع لا يمكن أن يشفع إلا بإذن من الله تعالى حتى وأن كان ملكًا مقربًا أو نبيًا مرسلًا، فكيف بمن دون هؤلاء من البشر، قال تعالى: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} [النجم: ٢٦]، ويقول تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة: ٢٥٥]، ويقول تعالى: {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء: ٢٨].

[فالشفاعة بناء على هذا شفاعتان]

(الأولى) شفاعة مثبتة: وهي خالصة وخاصة لأهل الإخلاص ولا تطلب إلا من الله، فإنه كما مر بك آنفا لا يشفع أحد لأحد إلا من بعد إذنه ورضاه تبارك وتعالى، وأن يكون راضيًا عن المشفوع له، فإذا كان المشفوع له موحدًا نفعته بإذن الله شفاعة الشافعين سواء كانت من الرسل أو النبيين أو الصديقين أو الأولياء والصالحين.

(الثانية) شفاعة منفية: وهي التي تطلب من غير الله سبحانه وتعالى كمن يطلبها من الموتى أو الغائبين أو الجن فإنها تطلب ممن لا يقدر عليها، فالميت مر في القرآن كما مر بك أنه لا يسمع والغائب لا يعلم الغيب وهكذا الأولياء والصالحون الموتى لا

<<  <   >  >>