للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة: ٣١]، فلما سمعها عدي بن حاتم قال: يا رسول الله إنا لم نكن نعبدهم - إذ كان نصرانيًا قبل إسلامه - فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "أليسوا يحلون ما حرم الله فتحلونه ويحرمون ما أحل الله فتحرمونه؟ (١) قال: بلى قال: فتلك عبادتهم".

أخي في الله

ما الفرق بين رجل يقول: إن عيسى ابن الله وله شيء من الألوهية كما هو عند النصارى وبين رجل يدعو غير الله معتقدًا أنه يجيب سائله، وهذا مأخذ يأخذه النصارى على بعض من ينتسب للإسلام من أهل هذا الزمان، فهم بفعلهم محسوبون على المسلمين مع أنهم ليسو منهم لتوسلهم البدعي الشركي بالأموات والأولياء والصالحين. ويؤسفنا أن بعض النصارى ممن يقرأ عن حياة الجاهليين أجدادنا يقول هاهم رجعوا إلى وثنية آبائهم العرب، ونسوا أو تناسوا بأنهم وقعوا بأكبر حين نسبوا لله تعالى الولد، تعالى الله عن أن يلد أو يولد وقد قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: ١١]. وقال سبحانه: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا} {لَقَدْ


(١) رواه الترمذي (٥/ ٢٥٩) من حديث عدي بن حاتم وهو حديث حسن، انظر غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام رقم (٦).

<<  <   >  >>