للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما استدلالهم بحديث "يا عباد الله أعينوني"، وحديث "يا عباد الله احبسوا" فأجاب عنه الشيخ محمد بن ناصر الحازمي فقال: (والحديثان لا يصحان. أما الأول: فرواه الطبراني في الكبير بإسناد منقطع، والثاني: ففي إسناده معروف بن حسان، قال ابن عدي: منكر الحديث..) ١.

وكتب الشيخ أحمد بن عيسى جوابًا على استدلالهم بحديث الأعمى، فكان مما كتبه:

(قد قرر جمع من العلماء ما قرره شيخ الإسلام في معنى حديث الأعمى، وبيّنوا أنه ليس فيه إلا طلب الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه لا دلالة فيه على التوسل بالذات، كالعلامة السويدي وابنه، والشيخ نعمان بن محمود أفندي الآلوسي..) ٢.

وقد أفاض الشيخ السهسواني في الرد على ما استدلوا به من أحاديث، وتعقبها بالرد والنقد، فكان مما قاله رحمه الله - جوابا على استدلالهم بحديث فاطمة بنت أسيد على جواز التوسل بالأنبياء-:

(وفيه -أي حديث فاطمة بنت أسيد- روح بن صلاح، وثقه ابن حبان والحاكم، وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح. وقال الذهبي في "الميزان ": روح بن صلاح المصري يقال له ابن سبابة ضعفه ابن عدي، يكنى أبا الحارث، وقد ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحاكم ثقة مأمون. ا. هـ.

فقد علم بذلك أن في سنده روح بن صلاح المصري وهو ضعيف ضعفه ابن عدي، وهو داخل في القسم المعتدل من أقسام من تكلم في الرجال كما في "فتح المغيث " للسخاوي ولا اعتداد بذكر ابن حبان له في الثقات، فإن قاعدته معروفة من الاحتجاج بمن لا يعرف كما في "الميزان".

وكذلك لا اعتداد بتوثيق الحاكم وتصحيحه فإنه داخل في القسم المتسمح كما قال السخاوي) ٣.


١ "إيقاظ الوسنان"، ق٢٤، وانظر: ما كتبه الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ حول هذا الحديث في "تيسير العزيز الحميد" ص٢٤٧.
٢ "الرد على شبهات المستعينين بغير الله" ص٥٥. وانظر: ما كتبه الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ حول هذا الحديث في "تيسير العزيز الحميد" ص٢٤٤- ٢٤٧. وما كتبه الشيخ محمود شويل حول هذا الحديث سندا ومتنا في "القول السديد على الحرازي العنيد" ص٤٨- ١٠١.
٣ "صيانة الإنسان" ص١٢٩.

<<  <   >  >>