للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول الشيخ عبد الرحمن الدوسري في حاشية الجواب السابق:

(هذا الحديث -أي حديث فاطمة بنت أسيد- لا يصح دراية، إذ صيغة متنه وركاكة ألفاظه وما فيه من المبالغة مما يدل على عدم ثبوته. زيادة على غرابته، وما في سنده من الضعف الذي تكلم عليه المؤلف) ١وأما استدلالهم بحديث عثمان بن حنيف، فقال السهسواني عن هذا الحديث:

(في سنده أبو جعفر، فإن كان هو عيسى بن أبي عيسى ماهان أبو جعفر الرازى التميمي- كما ظنه الحافظ ابن حجر في "التقريب"- فالأكثرون على ضعفه.. قال عنه الحافظ في "التقريب": صدوق سيئ الحفظ، وقال أبو زرعة: يهم كثيرًا، وقال الفلاس: سيئ الحفظ، وقال النسائي: ليس بالقوى.

وإن كان أبا جعفر المدني كما في سنن ابن ماجه فهو مجهول..) ٢.

وأما استدلالهم بحديث "أسألك بحق السائلين إليك"، فقد تكلم السهسواني على سنده فقال:

(ففي سنده عطية العوفي فإن جارحيه أكثر من معدليه، ووجه ضعفه كونه شيعيا مدلسا، وكذا عدم الضبط وكثرة الخطأ.. كما أن في سنده فضيل بن مرزوق، وهو ممن اختلف فيه.. وكذا في سنده الفضل بن موفق أبو الجهم ضعفه أبو حاتم، والأشبه أن هذا الحديث موقوف كما قال أبو حاتم) ٣.

هذه بعض الردود على استدلال الخصوم في إثبات التوسل البدعي، ولم نقصد بتلك الردود الإحاطة والتفصيل، وإنما قصدنا مجرد التنبيه والتمثيل، فلقد ألفت -ولله الحمد- كتب عرضت لهذه الأدلة بالرد والنقد التفصيلي٤، فأغنى ذلك عن ذكره. وننتقل إلى الرد على ما جاء في العنصر الثاني من هذه الشبهة ونشرع في الرد عليها


١"صيانة الإنسان" ص١٢٩. وانظر: ما كتبه محمد شويل حول حديث فاطمة في كتابه "القول السديد" ص١١٧- ١٢١.
٢"صيانة الإنسان" ص١٣١ باختصار. وانظر: ما كتبه الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ حول حديث عثمان بن حنيف في "تيسير العزيز الحميد" ص٢٤٨، ٢٤٩.
٣"صيانة الإنسان" ص١٢٤- ١٢٦ باختصار.
٤ انظر على سبيل المثال: "قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة" لابن تيمية، و"رسالة في التوسل" للألباني، و"التوصل إلى حقيقة التوسل" لمحمد بن نسيب الرفاعي، ومقال د. محمد خليل هراس: "الرد على كتاب حكم التوسل بالأنبياء والأولياء"، لمحمد حسنين مخلوف، مجلة كلية أصول الدين ع ٣، ص ٣٩٣- ٤٨٢، و"الشفاعة" لمقبل بن هادي الوادعي.

<<  <   >  >>