وأخرجه ابن عبد البرّ بسنده في جامع بيان العلم وفضله ٢/٢٣٨ عن صفوان بن محرز القاري المأزري، وقال عقبه: " وقد بينا معنى قوله في هذا الحديث كفر في كتاب التمهيد فأغنى عن إعادته هنا ". قال في بيان ذلك في التمهيد: " الكفر ههنا: كفر النعمة وليس بكفر ينقل عن الملّة، كأنه قال: كفر لنعمة التأسي التي أنعم الله على عباده بالنبيّ صلى الله عليه وسلم ففيه الأسوة الحسنة في قبول رخصه كما في امتثال عزيمته صلى الله عليه وسلم " ١١/١٧٥-١٧٦، وذكره ابن بطة بدون إسناد. انظر: كتاب الشرح والإبانة على أصول السنّة والديانة ص: ١٢٣، وقال محقّقه: رواه عبد بن حميد في مسنده بتمامه (ق ١٠٩/٢) . وله شاهد من حديث ابن مسعود عند مسلم موقوفاً عليه... وفيه: " ولو تركتم سنّة نبيّكم لكفرتم ". انظر: ١/٤٥٣/ كتاب المساجد باب صلاة الجماعة من سنن الهدى ح: ٦٥٤، وأخرجه أبو داود ١/٣٧٣، كتاب الصلاة: باب في التشديد في ترك الجماعة. ٢قال الخطابي في معنى كفرتم في حديث ابن مسعود: "أي يؤديكم إلى الكفر بأن تتركوا شيئاً منها حتى تخرجوا من الملة" انظر: معالم السنن ١/٢٩١. والمراد هنا أن مخالفة السنة: مؤدية إلى الكفر لا سيما إذا كانت المخالفة من باب الإنكار والجحود والمعاندة لله ورسوله. أما إذا كان المخالف متأولاً، ظانا أن الحق معه فلا يعتبر كافرا وإن كان مخالفا لها. والله تعالى أعلم. وسيأتي مزيد بحث لمسألة الكفر والتكفير في الفصل الرابع.