للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(إنّ المعجز هو الكتاب١ دون القرءآن) تكذيب للنص وخبره، وقوله: (إنّ المعجز هو الكلام وليس بسورة) تكذيب للنص أيضاً.

والإِحالة هي في أنّ التحدي واقع إلى الإتيان بمثل ما يعلم ويعقل٢، ولو كان بخلاف ذلك لما صح جملة لأن العقل يقتضي أن (لا) ٣ يتحدى واحد إلى الإِتيان بمثل ما لا يدري ما هو، ولا يعقل معناه٤، ومثل ذلك إذا سيم٥ واحد كان لعباً وهزواً، والله سبحانه يتعالى عن ذلك علوأً كبيراً.

وقال الأشعري: "إنّ الله سبحانه يرى يوم القيامة على الحقيقة" وأظهر الرد على من أنكرها.

وأفصح في بعض كتبه (أنه يرى بالأبصار) ٦ وقال في موضع آخر:


١ سبق أن ذكر المؤلف أنّ الأشعري فرق بين كلام الله وكتابه في مسألة النسخ.
٢ وهو كلام الله الموجود بين أيدينا الذي نتلوه ونعقله.
٣ "لا" ليست في الأصل وزيادتها يقتضيها السياق.
٤ "مثل الكلام النفسي القائم بالذات فالله عز وجل لم يكلفنا بمعرفته ولا سبيل للخلق لمعرفة ما في نفسه عز وجل؛ يعلم ما في نفوس عباده ولا يعلمون ما في نفسه".
٥ سيم: أي كلف: في اللسان: سمته حاجة أي كلفته إياها من قوله تعالى: {يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَاب} أي يجشمونكم أشد العذاب. قال: وفي حديث علي – رضي الله عنه – من ترك الجهاد ألبسه الله الذلة وسيم الخسف" أي كلف وألزم. إهـ ١٢/ ٣١٢ "لسان العرب".
٦ انظر: "الإبانة ٣٥" و"اللمع ٦١، ٦٣".

<<  <   >  >>