وأشار ابن تيمية إلى أن هذا مذهب الأشعري وأصحابه. فقال رحمه الله: "ومعنى ذلك - أي معنى النزول والقرب - عنده - الأشعري - وعند من ينفي قيام الأفعال الاختيارية بذاته أنه يخلق أعراضاً في بعض المخلوقات يسميها نزولاً كما قال: إنه يخلق في العرش معنى يسميه استواء. . . إلى أن قال – الأشعري وأئمة أصحابه كالقاضي أبي بكر وغيره يقولون: إن الله فوق العرش بذاته، لكن يقولون في النزول ونحوه من الأفعال هذا القول بناء على أصلهم نفي قيام الأفعال الاختيارية به" "شرح حديث النزول ٥١" وانظر أيضاً: "أصول الدين للبغدادي ١١٣". ٢ انظر هذا المعنى لدى ابن فورك في "مشكل الحديث" ص ٨٠ – ٨١. ٣ بناء على قولهم في كلام الله: "إنه نفسي قائم بذاته" فلا يتصور نزوله. ٤ في الأصل "لا كيفية". والمراد بلا كيفية نعلمها. ٥ هذا مذهب السلف في هذا الباب يقول إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله: "وينزل تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا كيف يشاء ليس كمثله شيء وهو السميع البصير". رسالة السنة ٣٧. ويقول شيخ الإسلام الصابوني رحمه الله في عقيدة السلف وأصحاب الحديث: "ويثبت أصحاب الحديث نزول الرب سبحانه وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا من غير تشبيه له بنزول المخلوقين ولا تمثيل ولا تكييف" "مجموع الرسائل المنبرية ١/ ١١٢". ونقل الإمام ابن القيم التصريح بلفظ: "ينزل بذاته" عن جماعة من أهل العلم كنعيم ابن حماد وإن لم يصح الحديث المرفوع الذي روى من طريقه في ذلك. وعلى أي حال فقد تقدم في المسألة الاستواء قريباً الكلام على إطلاق بعض العلماء لفظ "بذاته" فيقال هنا ما قيل هناك. والله أعلم.