للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولن يقدر أحد (في) ١ علمي على إيراد ذلك عن الأوائل ولا اتخاذه إيانا٢ في أثر ولا عقل.

وكل ما يتعلق به مخالفونا في هذا الفصل فمن المجاز، أو بنيات الطرق، والعقل والسمع معاً يؤيدان ما نقوله، وبه ينطق الكتاب والأثر، وثبت العرف به.

فأما تعلقهم ببيت الأخطل٣ فإن معنى قوله: إن البيان من الفؤاد٤ ... هو: أن المرء إنما يروي في نفسه أولاً ما يريد أن يتكلم به، فالموجب للبيان هو الذي انطوى عليه القلب٥ وحقيقة الكلام هو النطق به المسموع لا غير.

والذي قاله الأخطل إنما يكون في أوقات مخصوصة لآحاد من الناس. والغالب من أحوالهم الكلام على الهاجس٦ بما لم يرددوه في أنفسهم ولم يهموا به.


(في) ليست في الأصل وزدتها لاقتضاء السياق.
٢ هكذا في الأصل والكلام غير مستقيم ويحتمل أن يكون صوابها هكذا: (ولا اتخاذهم إياه دينًا في أثر أو عقل) . والله أعلم.
٣ تقدم التعريف به، انظر ص ١٢٠.
٤ تقدم البيت بتمامه مع تخريجه، انظر ص ١٢٠.
٥ وهو المعنى.
٦ الهاجس: الخاطر: والهجس: "ما وقع في خلدك، تقول: هجس في قلبي هم وأمر". انظر: (لسان العرب ٦/ ٢٤٦) .

<<  <   >  >>