للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولو كان حقيقة الكلام ما يتعلق بالفؤاد دون النطق لكان كل ذي فؤاد ناطقاً متكلماً في حال سكوته، ووجود الآفة به، كالأخرس١ والطفل والنائم.

ولا خلاف بين العقلاء في أن الطفل الرضيع أول (ما) ٢ يولد غير متكلم، وأن الأخرس والساكت ليسا بمتكلمين، وكذلك النائم في الغالب٣.

وقد دل القرآن على أن القرآن هو النطق، وذلك قوله سبحانه: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} ٤. والإنصات عند العرب ترك النطق٥، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " رحم الله (من) ٦ تكلم فغنم،


١ في الأصل (كالخرس) .
(ما) ليست في الأصل.
٣ احترز بقوله في الغالب عما قد يقع من النائم من الكلام في الأحلام والرؤى أحياناً.
٤ سورة الأعراف آية (٢٠٤) .
٥ قال الراغب: والإنصات: هو الاستماع مع ترك الكلام. (المفردات ٢٨٩) . والإنصات: هو السكوت والاستماع للحديث. انظر: (تاج العروس ١/ ٥٩١) و (لسان العرب ٢/ ٩٩)
والسكوت: خلاف النطق، وقيل: هو ترك الكلام مع القدرة عليه. انظر: (تاج العروس أيضاً ١/ ٥٥٣) .
(من) في الأصل بالهامش وعليها إشارة تضبيب، ولم أقف على هذه اللفظة إلا عند ابن المبارك في لفظ أشار إليه المحقق في الحاشية انظر: الزهد ١٢٨ حاشية ٣.

<<  <   >  >>