للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي الشاهد لا يجوز وجود حي عالم، قادر، سميع بصير، إلا جسماً.

وإذا صح ما ذكرناه. لم يضرنا قول من زعم أن الصوت في الشاهد لا يوجد إلا من هواء منخرق بين جرمين كيف وقد بينا بطلان دعواه قبل هذا.

وقبل كل شيء ينبغي أن يعلم اعتمادنا في المعتقدات أجمع على السمع، فإذا ورد السمع بشيء قلنا به، ولم نلتفت إلى شبهة يدعيها مخالف.

وقد ورد السمع بذكر الصوت من قبل الله تعالى، ومن قبل أنبيائه- (عليهم السلام) ١ ومن قبل الأئمة والعلماء بعدهم.

قال الله سبحانه لموسى عليه السلام: {فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى} ٢ وكان يكلمه من وراء حجاب، لا ترجمان بينهما، واستماع البشر في الحقيقة لا يقع إلا للصوت. ومن زعم أن غير الصوت يجوز في المعقول أن يسمعه من كان على هذه البنية التي نحن عليها، احتاج إلى دليل.

وقد روى الزهري٣ عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن


١ ليست في الأصل.
٢ سورة طه: (أية ١٣) .
٣ هو: محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارت بن زهرة ابن كلاب القرشي الزهري، وكنيته أبو بكر، الفقيه الحافظ، متفق على جلالته وإتقانه. مات سنة ١٢٥، وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين. (ابن حجر: تقريب ٢/ ٢٠٧) .

<<  <   >  >>