للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بيوت الخلفاء والأمراء، كما كان هناك جدة للمال في أيدي بعض التجار وكثير من العيارين ١ والحرامية الذين سلبوا أموال الناس وسطوا على المتاجر والمنازل ونهبوا ما فيها، فتكونت في أيديهم ثروة وأموال أنفقوها على شهواتهم وملذاتهم.

وأما اضطراب نظام الأمن: فحدث عنه ولا حرج.

فنتيجة لضعف السلطان، وزوال هيبته، انتشر أمر العيارين والحرامية وقطاع الطرق، دون أن يجدوا سلطة رادعة من الدولة في أكثر الأحيان.

ففي سنة ٣٨٤ هـ في خلافة القادر بالله عظم الخطب بأمر العيارين وعاثوا ببغداد فساداً وأخذوا أموال الناس وحرقوا مواضع كثيرة وأخذوا من الأسواق الجبايات، وتطلبهم الشُّرَطُ فلم يُفِدْ ذلك شيئا ولا فكروا في الدولة، بل استمروا على ما هم عليه من أخذ الأموال وقتل الرجال وإرعاب النساء والأطفال في سائر المحال، فلما تفاقم الحال بهم تطلبهم السلطان بهاء الدولة وألح في طلبهم فهربوا بين يديه واستراح الناس من شرهم ٢.

لكن هروبهم لم يدم طويلاً فكثيراً ما كانوا يظهرون ويعودون للنهب والسلب. ففي سنة ٣٩٠ هـ عظم أمرهم وأتوا بيوت الناس


١ رجل عيار: إذا كان كثير التطواف والحركة ذكياً، قال ابن الأعرابي: والعرب تمدح بالعيار وتذم به يقال: غلام عيار: نشيط في المعاصي، وغلام عيار نشيط في طاعة الله. انظر: لسان العرب ٤/٦٢٣.
٢ البداية والنهاية ١١/٢١٢، والعبر ٣/٢٤.

<<  <   >  >>