للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نهاراً جهاراً، وواصلوا العملات ١ وقتلوا ... وأشرف الناس بهم على أمر عظيم وقويت شوكتهم كما يقول الذهبي ٢.

وهكذا حدث في سنة ٣٩٢٣ و٤١٦هـ، ٤١٧ ٤ ثم استمر الحال على ذلك حتى إنهم قتلوا صاحب الشرطة في سنة ٤٢٤ وأخذوا أموال الناس عيانا بقيادة البرجمي الذي أرعب الناس فكانوا لا يجسرون أن يقولوا فعل البرجمي خوفاً منه بل يقولوا عنه: القائد أبو علي ٥.

هذا ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه إلى قطع طريق الحاج وصده عن البيت الحرام. ففي سنة ٣٩٢ هـ رجع حجاج خراسان من بغداد خوفاً من الأعراب الذين عاثوا في الأرض فساداً ولا ناصر ولا ناظر ينصرهم أو ينظر في أمرهم فرجعوا إلى بلادهم ولم يحج من بلاد المشرق أحد في هذه السنة.

وهكذا حدث في سنة ٣٩٩ هـ، حيث اعترض الأعراب طريق الحجاج فصدوهم عن السبيل وعاقوهم حتى فاتهم الحج. وكذا وقع سنة ٤١٦ هـ فلم يحج من أهل العراق وخراسان أحد.

وهكذا نرى الحياة الاجتماعية في هذه الفترة تعاني من اضطراب في الأمن ونقص في الأرزاق إلى درجة الجوع وأكل المحرمات والمستقذرات


١ أي السرقات.
٢ العبر ٣/٤٥.
٣ البداية والنهاية ١٢/١٨.
٤ العبر ٣/١٢١، ١٢٣.
٥ انظر: انظر المصدر نفسه.

<<  <   >  >>