للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا مكر منه لا يحيق إلا به.

ولو جاز أن يقال: إن أصحاب أحمد كذبوا عليه قي الظاهر من مذهبه، والمنصوص له، لساغ أن يقال إن أصحاب مالك والشافعي وغيرهما كذبوا عليهم فيما نقلوه عنهم، وهذا لا / (٥٣/أ) يقوله إلا جاهل رقيق الدين قليل الحياء.

ومن الناس من يظهر الرد على الأشعرية ويقول: ما أتكلم في الحرف والصوت. ومن كان هكذا، لم يخل أمره من أحد وجهين: إما أن يكون غير خبير بمذهب أهل الأثر، وهو يريد التظاهر به تكسباً أو تحبباً.

وإما أن يكون من القوم١ فيتظاهر بمخالفتهم، ليدلس قولهم فيما يقولونه، فيقبل منه، أو يحسن قبيحهم فيتابع عليه ظناً أنه مخالف لهم، وكثيراً ما يتم على أهل السنة مثل هذا.

فمن رام النجاة من هؤلاء، والسلامة من الأهواء فليكن ميزانه الكتاب، والأثر في كل ما يسمع ويرى فإن كان عالماً بهما عرضه عليهما واتباعه للسلف٢.


١ أي من الكلابية أو الأشعرية.
٢ قوله (واتباعه للسلف، معطوف على الكتاب والأثر) وتقدير الكلام: ((فليكن ميزانه الكتاب والأثر واتباعه للسلف)) . والله أعلم.

<<  <   >  >>