للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالرد على المعتزلة١ وهم معهم بل أخس حالاً منهم في الباطن في أن الكلام لا يكون إلا حرفاً وصوتاً ذا تأليف واتساق٢ وإن اختلفت به اللغات.

وعبر عن هذا المعنى الأوائل الذين تكلموا في العقليات٣ وقالوا: الكلام حروف متسقة، وأصوات مقطعة.

وقالت العرب٤: الكلام: اسم وفعل وحرف جاء لمعنى [٤ – أ] فالاسم


١ المعتزلة: "بضم الميم وسكون العين وفتح التاء" نسبة إلى الاعتزال وهو الاجتناب. وسبب تسميتهم بذلك أن شيخهم ومقدمهم، واصل بن عطاء الغزال ٨٠- ١٣١هـ كان هو وعمرو بن عبيد١٤٢هـ من تلامذة الحسن البصري فلما أحدثا مذهباً وهو: أن الفاسق ليس بمؤمن ولا كافر وأنه في منزلة بين المنزلتين. اعتزلا حلقة الحسن البصري، فسموا معتزلة لذلك. ومن مقالاتهم: نفي صفات الله عز وجل، والقول بأن كلام الله مخلوق، وغير ذلك.
انظر عنهم وعن مقالاتهم: البغدادي في الفرق بين الفرق ص: ٢١-٢٢، و١١٤، والشهرستاني: في الملل والنحل١/٤٣، والرازي: اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ص:٣٨، و٤٩، وابن الأثير في اللباب٣/٢٣١
٢ اتسق الكلام: ضم بعضه إلى بعض، وكل ما انضم وجمع بعضه إلى بعض فقد اتسق. انظر: مادة (وسق) : في لسان العرب ١٠/٣٧٩.
٣ كالمعتزلة والفلاسفة. انظر مثلاً: شرح الأصول الخمسة (٥٢٨) ونهاية الأقدام ص: (٣١٨) .
٤ أي علماء العربية، إذ هم الذين قسموا الكلام هذا التقسيم أما العرب الأوائل فلم يتكلموا في حد الكلام ما هو، ولهذا قال ابن تيمية رحمه الله عند نقله لعبارة السجزي المذكورة-: (قالت - أي علماء العربية) انظر درء تعارض العقل والنقل ٢/٨٤.

<<  <   >  >>