للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جاء ذكرها في الكتاب والسنة وكتب السير، فقد استكثر لنفسه من الخير، وازداد حبه للنبي صلى الله عليه وسلم، وأورثته هذه المحبة المتابعة له في القول والعمل،"وأصل الأصول العلم، وأنفع العلوم النظر في سيرة الرسول وأصحابه"١.

فمن تأمل مثلاً قول الله تعالى في وصف نبيه صلى الله عليه وسلم: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} ٢.

وقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} ٣.

وقوله: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ... } ٤ الآية وغيرها من الآيات.

وتأمل في السنة ما جاء عن الصحابة رضي الله عنهم في نعت

النبي صلى الله عليه وسلم مثل:

حديث عائشة رضي الله عنها قالت:"ما خيّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين، ألا أخذ أيسرهما، ما لم يكن إثماً، فإذا كان إثماً كان ابعد الناس منه، وما انتقم لنفسه إلا أن تنتهك محارم الله فينتقم لله بها"٥.

وحديث انس بن مالك رضي الله عنه قال:"خدمنه صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فوالله ما قال لي أفٍّ قط، ولا قال لشيء فعلته لِمَ فعلت كذا، ولا لشيء


١ صيد الخاطر لابن الجوزي (ص ٦٦) .
٢ سورة التوبة، الآية: ١٢٨.
٣ سورة القلم، الآية: ٤.
٤ سورة آل عمران، الآية: ١٥٩.
٥ أخرجه البخاري (٦/ ٥٦٦ فتح) وملم (٤/ ١٨١٣) .

<<  <   >  >>