للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هُمُ الْوَارِثُونَ* الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} ١.

فهذه الصفات الثمان، كل واحدة منها تثمر الإيمان وتنميه، كما أنها من صفات الإيمان وداخلة في تفسيره.

فحضور القلب في الصلاة، وكون المصلى يجاهد نفسه في استحضار ما يقوله ويفعله من القراءة والذكر والدعاء فيها، ومن القيام والقعود، والركوع والسجود من أسباب زيادة الإيمان ونموه.

وقد سمى الله الصلاة إيماناً بقوله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} ٢ وقوله: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} ٣ فهي أكبرناه عن كل فحشاء ومنكر ينافى الإيمان، كما أنها تحتوي على ذكر الله الذي يغذي الإيمان وينميه، لقوله: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} .

والزكاة كذلك تنمى الإيمان وتزيده، وهي فرضها ونفلها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:"والصدقة برهان" ٤ أي: على إيمان صاحبها، فهي دليل الإيمان وتغذيه وتنميه.

والإعراض عن اللغو الذي هو كل كلام لا خير فيه، وكل فعل لا خير فيه، بل يقولون الخير ويفعلونه، ويتركون الشر قولا وفعلا، لا شك أنه من الإيمان ويزداد به الإيمان، ويثمر الإيمان.


١ سورة المؤمنون، الآيات: ١- ١١.
٢ سورة البقرة، الآية: ١٤٣.
٣ سورة العنكبوت، الآية: ٤٥.
٤ جزء من حديث أخرجه مسلم (١/٢٠٣) من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه.

<<  <   >  >>